تتشابه النواحي الفيزيولوجية والوظيفية التي تنظم الدورة الشهرية عند النساء، ولكن لكل امرأة خصوصيتها. في العموم، تكون الدروة الشهرية طبيعية إذا حدثت كل 21-35 يومًا واستمرت 3-7 أيام. من الطبيعي ملاحظة تغيرات طفيفة من شهر إلى آخر، اعتمادًا على عوامل منها الشدة والنشاط البدني والحالة النفسية والتغذية.
كيف تُنظم الدورة الشهرية؟
تُنظم الدورة من خلال نظام معقد من الهرمونات. يبدأ التنظيم في غدة صغيرة ضمن الدماغ تسمى الغدة النخامية. تُحرض هذه الغدة نمو البويضات في المبيضين من خلال هرمونين هما الهرمون المنبه للجريبات والهرمون المنشط للجسم الأصفر (الهرمون الملوتن). يستجيب المبيضان لهذه الهرمونات الضرورية عبر إنتاج الإستروجين والبروجسترون. من المهم معرفة أن مستويات هذه الهرمونات الأربعة في الدم تتغير طوال مدة الدورة الطمثية، وكل ما يؤثر على هذه الهرمونات سيؤثر على الدورة.
توجد غدة مهمة أخرى تؤثر على الدورة الشهرية تسمى الغدة الدرقية. يسبب الاضطراب في وظيفة الغدة الدرقية عدم انتظام الدورة أو غيابها.
أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية
من الطبيعي، كما ذكرنا سابقًا، أن تظهر بعد التغيرات من شهر إلى آخر. تأخر الدورة الشهرية لمدة يوم أو يومين لا يثير القلق. وتشمل أسباب عدم انتظام الدورة:
- البلوغ أو سن الضهي (سن الإياس): من الطبيعي وجود اضطرابات في انتظام الدورة الشهرية خلال السنة الأولى بعد البلوغ. وكذلك من الطبيعي وجود بعض الاضطراب عند الاقتراب من سن الضهي (45 عامًا أو أكثر).
- الشدة النفسية: الشدة النفسية ليست حالة نفسية وحسب، فهي تسبب تغيرات فيزيولوجية تؤثر على العديد من الهرمونات. يسبب الكورتيزول، وهو الهرمون الرئيسي للشدة، تغيرات استقلابية وهرمونية تؤثر على انتظام الدورة الشهرية وقد تسبب غيابها بالكامل.
- التغذية: يرتبط النظام الغذائي غير المتوازن بحدوث الاضطرابات الطمثية. قد يؤدي النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية إلى غياب الدورة الشهرية او عدم انتظامها. لذا يجب أن تنتبه السيدات اللواتي يرغبن بإنقاص الوزن إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي. وبالمقابل، يؤدي النظام الغذائي عالي الدسم والكربوهيدرات إلى زيادة الوزن، وهو ما يتداخل مع الآليات المنظمة للدورة الشهرية.
- الرياضة: للرياضة فوائد كبيرة نفسية وجسدية ولكن الرياضة الشديدة لفترات طويلة تحرض استجابة الشدة في الجسم. قد يسبب ذلك عدم انتظام الدورة الشهرية. بينما يؤدي نظام الحياة الخامل إلى تفاقم اضطرابات الدورة الموجودة سابقًا كما هي الحال عند وجود متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- وسائل منع الحمل الهرمونية: إذا كانت المرأة تتناول حبوب منع الحمل أو الحقن أو الزرعات (الغرسات) الهرمونية ولاحظت تغيرًا في انتظام الدورة الشهرية، يجب التحقق من الوسيلة المستخدمة من قبل الطبيب لمعرفة ما إذا كانت السبب في ذلك.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات: متلازمة المبيض متعدد الكيسات حالة تحدث فيها اضطرابات هرمونية على عدة مستويات (الهرمونات الجنسية، الأنسولين، الهرمون الملوتن …) ما يسبب غياب الدورة أو عدم انتظامها. هذه الحالة شائعة عند الإناث ولها الكثير من الآثار على الصحة والخصوبة والصحة النفسية.
- بطانة الرحم المهاجرة: في هذه الحالة، تنمو خلايا بطانة الرحم في مناطق أخرى مثل قناتي فالوب أو المبيض. تستجيب هذه الخلايا للهرمونات تمامًا كالخلايا الموجودة في الرحم فتنمو وتسقط خلال كل دورة شهرية. يمكن أن تكون البطانة المهاجرة سببًا لعدم انتظام الدورة الشهرية.
- الغدة الدرقية: الغدة الدرقية غدة رئيسية تنظم كل العمليات الاستقلابية في الجسم. التغيرات في الهرمونات الدرقية تتداخل مع تنظيم الطمث ما يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية. وتكون اضطرابات الغدة الدرقية شائعة لدى السيدات.
من الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا لاضطرابات الدورة الشهرية:
- السكري من النمط الأول (السكري الشبابي)
- متلازمة كوشينغ
- القصور المبيضي الأولي
- فرط تصنع قشر الكظر الخلقي
- الأورام المفرزة للهرمونات
متى يجب استشارة الطبيب؟
لا حاجة لزيارة الطبيب إذا كنتِ في مرحلة البلوغ، أو إذا كانت الدورة لديك تُبدي تغيرات طفيفة شهريًا طوال حياتك. عليك بزيارة الطبيب في حال:
- كنت دون 45 عامًا ولاحظت تغيرًا مفاجئًا في الدورة الشهرية.
- كانت الدورة الشهرية أقصر من 21 يومًا أو أطول من 35 يومًا لأكثر من شهرين.
- إذا استمرت الدورة الشهرية أكثر من 7 أيام.
- إذا واجهت صعوبات في الحمل مع وجود اضطرابات في الدورة الشهرية.
جميع المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط. طبيبك هو الشخص الوحيد المؤهل لتقديم التوصيات الطبية لك.
هل تعلمين؟
لكل امرأة احتياجاتها الخاصة، وبكتيف تعرف ذلك جيدًا. لذا تقدم بكتيف مجالًا واسعًا من الفوط الصحية تلائم كل السيدات! كما أنها تقدم الحماية من الالتهابات والبكتيريا والرائحة المزعجة. تعرفي أكثر على بكتيف!